المجلس الانضباطي الرقمي

 

و أنا أتصفح جريدة تهتم بشؤون الأنترنيت بإحدى المقاهي جلس صاحبي و بيده نسخة أخرى من نفس عدد الجريدة بعد فترة بدأ يضحك من تلقاء نفسه و ربما موضوع ما على صفحات الجريدة دفعه للضحك ثم قال : - من فضلك نفس العدد من الجريدة هو بين يديك ؟ - قلت : نعم - قال : ما رأيك في موضوع التلميذ الرقمي ؟ - قلت : هذا يمكن أن يقع لأي أستاذ منفتح بيداغوجيا مع تلامذته على وسائل التكنولوجيا الحديثة . - رد : يا أخي هناك وقائع مثل هذه القصة التي حكاها لنا صاحبنا و إن تمعنتها ستقول : يجب أن نسرع بتعميم التكنولوجيا الحديثة و لما لا فرضها في جميع المؤسسات التعليمية و توظيفها بكل المواد المدرسة و بدون استثناء القصة تقول : تقدم الأستاذ بتقرير لإدارة المؤسسة طالبا من خلاله انعقاد المجلس الانضباطي للنظر في المشكل الذي ارتكبه التلميذ المعني بالأمر أما ملخص المخالفة فهو : ” بعد أن كلف الأستاذ تلامذته بالبحث في موضوع التلوث بصفة عامة و باللغة الفرنسية أحد التلاميذ و هو موضوع المخالفة قدم بحثه للأستاذ في جهاز PC POCKET منجز ببرتام WORD أرعد الأستاذ و أزبد على التلميذ و أخذ الجهاز منه و حرر تقريرا يشرح من خلاله كيف استهزأ التلميذ بالعمل المنزلي حيث لم ينجزه على الورق ” التلميذ الرقمي و الأستاذ الورقي ” طالبا إدارة المؤسسة باتخاذ كافة الإجراءات الأزمة في حقه” و تبعها بابتسامة مطولة . قلت : و ماهي العقوبة المتخذة من طرف المجلس في حق التلميذ الحداثي ؟ رد : أن يقدم اعتذارا للأستاذ أمام زملاءه على استعمال PC POCKET في تخزين عمله المنزلي و استدعاء و لي أمره لتسليمه… أهذا هو التأطير التربوي في استعمال الوسائل التقنية الرقمية في الاتجاه الإيجابي ؟ من خلال هذه الواقعة يتبين لنا  الهوة بين النظري والتطبيقي وبالتالي عقلنة وواقعية كل الاجراءات التي تتخذ في اطار استعمال التكنولوجيات الحديثة بالفصول الدراسية مرة أخرى نقول: – قاعات GENIE المتوفرة في جل المؤسسات التعليمية لابد من استغلالها و لما لا فرض استعمالها من طرف الأطر التربوية بتنظيم و رشات للتكوين تصب في المناهج التربوية لجميع المواد المدرسة طيلة السنة الدراسية - التفكير في إسناد مهام تسييرها للأساتذة المولعين بمجال المعلوميات و أداة الإنترنيت بغض النظر عن تخصصاتهم، تنظيم معارض للتكنولوجيا الحديثة و كيفية توظيفها في الحقل التربوي - عقد لقاءات تربوية في استعمال التكنولوجيا الحديثة حتى يتسنى للجميع متابعة المستجدات في مجال المعلوميات.

 

عبد الفتاح بلبركة

belbaraka2000@yahoo.fr